الأربعاء، يناير 30، 2008

 

البؤس الفيزيولوجي


ماي2007

الناس بالعاصمة عابسون مسرعون دوما و قلما يتحدثون
كل البارات مغلقة و كأنه شهر رمضان لم أعرف ان السبب بضع مجانين انفجروا بالدار البيضاء و رفع مستوى التأهب الأمني
الرباط ككل المدن المزدحمة لا تستعيد عافيتها الا ليلا
في صندوق السيارة دسست قنينتي وسيكي و كمية من البيرة الالمانية وقلت لانفجر بطريقتي انا ايضا

فكرت ان ادعو احد الرفاق ليشرب معي في الشاطيء ليلا
اتصلت به فقال ان الشاطيء محروس جدا
فكرت في السيدة التي تعمل بالسفارة
ربما قد تدبر لنا شقة او غرفة نشرب بها
دخلت حي السفارات النظيف و المليئ برجال الشرطة توقفت بمقربة من السفارة الروسية
جاءت هي مبتسمة لم أكن أعرف انها تسكن داخل السفارة
بمجرد ان دخلت انارت مصابيح لوحدها الممر كنت مصدوما من هذه التقنية التي لم تخطر على بالي يوما
مصابيح تشعر بوجود الانسان بينما هناك من بني الانسان من لا يشعر بالانسان
ضحكت مني و من فزعي البدائي تجاه التكنولوجيا و هي تربت على كلب بشع المنظر

قالت ان السفير السابق أسماه يلتسين
بصقت عليه و ركلته ركلة لن ينساها و قلت هذه من اجل النواب الذين حاصرتهم في الدوما يا ابن الكلبة

قالت انه من حسن الحظ ان الشرطة المغربية لا تحرس جيدا السفارة كل مايهمهم هو المصالح الاميركية و الا ما تركونا ندخل
دخلنا غرفة و جلسنا
دعتني لكي اكتشف ماأسمته كنزا تحتفظ به تماثيل لينين مختلفة الاحجام و صور و أعلام الاتحاد السوفياتي و خرائط كبيرة
مجموعة هائلة من كتب دار التقدم بكل اللغات
كطفل صغير امسح الغبار عن الكتب و أشرب
شاهدنا وثائق البروباكاندا السوفياتية. جرارات و فلاحين سعداء يلوحون بصور كورباتشيف و استعراضات الساحة الحمراء الرائعة
سخرية ان يؤسس ماكدونالدز مكان المركز الثقافي الروسي
التحفت بعلم احمر و غنيت نشيد الأممية بفرنسية سكرانة

==
الدار البيضاء وحش كل ما اسمعه من حكايات و انا البدوي جعلني اخاف تلك المدينة والبشر المعشش فيها
سرقات في وضح النهار و همجية
و لغتهم لا اكاد افهم فيها شيئا
وكل شيء فيها مزعج
كل شيء يصرخ
التقيت برفيق لي تعارفنا عبر الانترنيت ما ادهشني هو اناقته المفرطة و انا المتعود على يساريين بملابس متسخة تعمدنا (بنصب العين و ضم التاء و كسر الميم)كبروليتاريا هشة
و بينما نستمع لموسيقى كلاسيكية قدمها فنان في المركز الثقافي الاسباني مستعملا الة واحدة هي عبارة عن كمان كبير
أحسست بالجوع وكنت اختلس النظر الى الجموع تحرك رأسها يمنة و يسارا مستمتعة بموسيقى لم افهم فيها شيئا
اصطنعت اني افهم في موسيقاهم و رحت احرك اصابعي و رأسي ايضا
لما سألني الرفيق عن رأيي قلت ان الستاتي أحسن منه و أكثر براعة
و انفجر ضاحكا كانت له ضحكة جميلة من القلب
لقد صدق ستالين في قوله ان في الفنون ما هو برجوازي
هو الذي اوصى بطباعة ديوان شعر رومانسي في نسختين نسخة تسلم للشاعر و اخرى لصديقته قائلا ان الفلاحين و العمال لايهمهم ما في الكتاب من مشاعر و احاسيس و لا تهم الا العاشقين وانبثقت بعدها الواقعية الاشتراكية
في كل يساري ستالين صغير هو مرض لابد منه
ربما لو كنت شبعان لتذوقت موسيقى الكمان الاسباني الكبير
بين الفينة الاخرى تقاطعه تصفيقات يليها صمت و في حياتي لم أرى جمهورا راقيا مثل هذا ام انهم يتصنعون مثلي؟
لم أمسك لساني و رحت أمازح الرفيق في ملابسه و سلوكاته و اذواقه البرجوازية و كان هو ايضا يرد الصاع صاعين بالسخرية مني و يستفزني باستقلاليته المزعومةعن كل تيار يساري
وتذكرت ان الكثير منا كان منتميا فقط من اجل الاخرين
خوفا من الا يسيء الاخرون به الظن
وصف نيتشه بتركيز جميل اشباهي في كتاب انسان مفرط في انسانيته
شهيد رغما عنه
رجل متحزب يخاف سوء الظن اكثر من اي شيء و انتهى به المطاف مشنوقا
واجه الموت بشجاعة فقط لان رئيس الحزب كان يحدجه بنظرات مرعبة
شتان بين بشر المغرب النافع و نحن الجنوبيون البلداء الفقراء المتخلفون
ان تسافر من الصحراء الى مراكش و او كازابلانكا كأنك تركب الة زمن تصلك الى قرن اخر
الا اني لا افهم كيف يعيشون في حرب يومية مع اللصوص و وسائل المواصلات و ينتهون اخر النهار في صناديق يسمونها شقق
في القطار حجزت في الدرجة الاولى ولم أرى أي فرق بين الاولى و الثانية
كان كل من في المقطورة يراقبني و نظراتهم تقول ماذا تفعل هنا أيها الخوشبيش حتى أنتم أصبحتم تزاحموننا هنا
التحفت بلثامي و احسست بالحرج الشديد فجمعت جرائدي و خرجت الى الكولوار أدخن
قرأت شيئا معلقا على الحائط جنب المرحاض فيه ما يحرم في القطار و ما يحل
واثارتني جملة قرأتها الف مرة و انا مرعوب جعلتني أبحث كالنعامة عن مخرج و جعلتتني أيضا أخرج قبل محطة مراكش و أهرول الى شاحنة سمك يدخن سائقها كازا و يستمع الى الستاتي يغني اعجازا لغويا مفاده" لا تقليش الحوت علي"لأكمل معه الطريق الى الصحراء.
===

"يمنع الصعود الى المقطورات على ذوي البؤس الفيزيولوجي" فصل من الظهير المنظم للمكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب

الثلاثاء، يناير 29، 2008

 

حلم رملي

أحيانا كثيرة و اقول كثيرة بمعنى كل الوقت اشعر بالحزن الشديد و العميق و الذي لا سبب له
احزن بلا سبب
أحزن كثيرا و أعشق الحزن و ألتذ به فهل هذا نوع من المازوشية و تعذيب الذات؟
أتذوق الحزن أكثر من أي شيء اخر و هو نفسه عند كل شعوب الارض
كلنا نحزن بنفس الطريقة

وما أحزن شعوب الشرق يا سلام لو شاهدت فيلما فيبكيني كما أبكاني فيلم أفغاني اسمه أسامة المؤسس على قصة واقعية
أو يابانيا أبكي فيه حتى تحرقني عينياي

و حين أقرأ ميشما و أبطاله الحزينين وحياته التي انهاها بالهراكيري و حين أسمع موسيقى كمان يهودي مينوحيم الذي يجعلني أشلاء
و نوا و أفرا هازا و شافا ألبرشتاين التي تترنم باليديش
نصرت علي فاتح خان و ترانيمه الصوفية
عود اودي هرانت و ناصر شمة
و عود حسن كوبان النوبي و ابراهيم انور في البوم البرزخ
وسيمون شاهين وصوت ماتوب لونيس القبائيلي و الرايس بيزماون السوسي
لا فرق بين مسلم و يهودي
ومسيحي كلهم أسنان يأس سواسية
و اغاني اللوعة و الشوق العربية صوت عبد الحليم الذي يفكنني و فيروز و أميمة الخليل وموالات العراق
التي تجرح
ألتذ بالحزن بكل اللغات

شعوب الشرق حزينة تلتذ بالحزن و الالام مثلي و هناك غربا توقفوا عن الحزن من زمان و اصبحوا يعيشون ثواني الحياة صخبا و ضحكا و شربا
مسيحتنا اكثر تراجيدية من مسيحيتهم
كل شيء فينا حزين

نحن من اخترع الديانات المليئة بالرعب و جهنم و كل قصص الانبياء المأساوية و العبادات الدموية
هل سمعتم يوما موسيقى تركية او نايا كرديا اواهات فرقة اكسيوم اوف تشويس الايرانية؟
كلها تزين لي الانتحار و تدفعني الى لقاء الرفيق الكبير الاعلى ان وجد
كيف أسعد
كيف نسعد و كل هذا البؤس بيننا و حوالينا؟
كيف نسعد و نبتسم ولو كذبا وكل واحد منا يحمل في جيناته تاريخا من الاهانات
كل كائن شرقي هوجبال من العقد النفسية
لم يفهم الامريكان لم ينتحر الجنود اليابانييون الكاميكاز من اجل الامبراطور اثناء الحرب من اجل امبراطور جعلوه- الامريكان- بنفسه يعلن الهزيمة في الراديو وهو ذو الصوت المقدس الذي لا يجب ان يسمعه احد
ولم يفهم الغربيون لم ينتحر عرب من اجل قضية ما في فلسطين في العراق و قبلها في غزوة نيو يورك
لم يفهم الفرنسيون ما عناه سارتر بالقرف الوجودي ولو كان مشرقيا لأعلن نبيا نحن فهمنا دروسه بسرعة
ولم يفهموا لم كتبت فرنسواز ساكان صباح الخير ايها الحزن
هم يقدسون الحياة و يعرفون قيمة الفرد بينما نحن لا قيمة للفرد و لا للجماعة
حين يختفي طفل ما هناك يتجند الناس و الاعلام للبحث عنه و يجعلون منه قضية وطنية
وفي بلداننا يجب ان يموت المئات كي تكون فاجعة في عبارات مصر او قطارات الهند و في عمارات المغرب
ما أسهل ان تضع حيوانا منويا على مؤخرة بويضة في الشرق
كلنا أخطاء ليلة سخن فيها دم والدينا
ما أتفه كيف جئنا الى الحياة و ما أتفه الحياة
أعرف موظفا أنجب أطفالا زيادة من اجل فقط مائة و خمسين درهما التي هي تعويض اضافي تقدمه الدولة عن كل مولود
قلت له سأعطيك أكثر من ذلك شهريا فقط لا تصنع ذاتا اخرى تعذب في هذه الدنيا الحقيرة
جناية هوالانجاب الان و التسبب بحياة بئيسة اخرى
كما قال المعري
====
حين ننجح و ننتصر او يكون هناك سبب من الاسباب يجعلنا نتوقف عن الحزن لا ندري ماذا نفعل وكم نفرح بالهزائم و نسعد
ربما الامريكان على حق حين أسسوا شعبة في مخابراتهم مهمتها هي مراقبة مزاج حكامنا
وهم على حق حين تخوفوا من امتلاكنا قنابل نووية في الهند و باكستان و ايران فربما يوما يأمر ببساطة حاكم سوداوي بتفجير الارض و ما عليها
هم يعرفون ان الحياة لا تسوى بصلة عندنا كما نقول في المغرب و يعرفون ان الحزن يعدي
ألم يعدي الاتراك و المصريين اليونانين و الصقليين و جعلوهم مثلنا لايرون في البحار غير الموت
ألم يعدي المغاربة الاندلسيين الذين لولا حبهم الجارف للخمر و الجنس و الحياة لأصبحوا ينتحرون مثلنا كمدا في عرض الابيض المتوسط
ايها الغرب

دعني التذ بحزني




حلم رملي من جورجيا

الأحد، يناير 27، 2008

 

الحمار درسا

في مدارسنا يصنع المدرسون نسخا منهم
قبل أزيد من مائة عام لاحظ نيتشه رضي الله عنه و أرضاه في ألمانيا او بروسيا انذاك
نحن الان و في المملكة الشريفة نصنع نسخا منا و هي رديئة زيادة على ذلك
كنت أشرح درسا ما لا أتذكر محتواه و كان لازما ان أمهد للموضوع بأسئلة غبية طبقا لما جاءت به الوزارة من جديد اسمه التدريس بالكفايات و كان السؤال الغبي هذه المرة سؤال عن الحيوان الوفي للانسان و قبل ان اطرح السؤال رحت أحدق في وجوه التلاميذ المنهكة و رائحة زيت العود تفوح منهم ثم جالت في خاطري مجازر الانسان ضد الحيوانات و الطبيعة و ضد نفسه و كيف علاوة على ذلك يضفي ايحابية على كلمة مثل الانسانية التي تعني عنده الرحمة و المساعدة و غيرها و يصف اعداءه مثلا بالحيوانية و التوحش رغم ان الحيوانات الاشد شراسة تظهر رحمة منقطعة النظير لبعضها البعض في قواعد غريزية رائعة
ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا تنطبق عليه صفاته
هذا ما جعل كاتبة امريكية تكتب انها تعيش في دولة يرسل فيها الرئيس الطيارين لقصف اطفال في بلد ما لكي يعيش الاطفال في عالم مسالم و هذا ما جعل النبي المغربي المعاصر أسليم يصرخ في كتابه يوميات شيزوفريني سأحمل معولا و أمتهن حرفة هدام اللغات. اللغة البشرية مريضة
كان المقصود بالسؤال هو دفع تلاميذ هذه القرية الامازيغية المتوارية وراء الجبال ان يجيبوا ان الكلب هو الحيوان الوفي للانسان
لا أدري أي انسان.فالكلاب تؤكل في الصين وتساء معاملتها في كل العالم و كنا صغارا نتمرن بتعذيبها بسادية
تذكرت أيضا ان الكلاب عند البعض تعني النذالة خاصة الذين يفضلون الذئاب التي ترتبط بالنبل و رفض التدجين و تذكرت قصة قصيرة لحنا مينة تعمق في هذا الموضوع
وتذكرت عندما قلت لكندية و هي تستنكر وجود كلاب متوحشة وسط مدينتي ان الكلاب عندنا حرة و في وضع أفضل من الكلاب عندهم
أجابني التلاميذ كلهم ان الحيوان الوفي للانسان هو الحمار
وتوقف الدرس
لا ادري بماذا سيفتي احد ببغاوات الوزارة في الموضوع الذين يؤلفون كتبا تافهة يرددون فيها كلمات مثل البيداغوجيا والعملية التعلمية التعليمية و غيرها
ولذلك و بعد ان تأملت كثيرا في علاقة الناس هنا بالحمير و اعتقدت ان الرابطة بينهم وثيقة من كل الجوانب و حتى الجنسية منها و انه من المستحيل اقناع التلاميذ بان الكلب أوفى
قلت لأكيف الدروس مع واقع التلاميذ لعل ذلك يجدي نفعا في تعلمهم اللغة العربية فكان درس الانشاء ان طلبت منهم ان يكتبوا حوارا دار بينهم و بين رجلا وجدوه يضرب حمارا محملا بالأثقال و ليحاولوا اقناعه بالعدول عن ذلك
فجاءت نصوص التلاميذ غاية في السريالية.يفكرون بالامازيغية و يترجمون افكارهم بيأس الى العربية الكلاسيكية التي لا تستطيع ان تشمل كل التعابير المتطورة للامازيغية و الدارجة
وذكرتني النصوص التي أضحكتني كثيرا بما كان يفعله جماعة السرياليين و قبلا حركة دادا لكتابة الشعر مثلا حيث يأتي أندري بروتون و يكتب كلمة ما و يكتب تزارا اخرى لا علاقة لها بالاولى ثم دور جاك بريفير و هكذا الى ان يحصلوا على قصيدة يمكن ان تقرأ من جميع الاتجاهات
كتب احد عباقرتي ما يلي
في يوم من الايام التقت رجلا يضرب حمارا فقلت له لا تضرب الحيوان انه يتألم فأجابني انه حمار كسول و غبي فقلت له ألم تقرأ الرفق بالحيوان ان الحيوانات تساعدنا البقر نأكل لحمه و الحمار يحمل الاثقال
فأجابني الرجل شكرا لن أضرب حمارا بلا فائدة ايها الطفل
وكتب اخر
قلت له لا يضرب الحمار يا رجل
لا انه لا يريد ان يحمل البضاعة
هل يأكل؟ ماذا تعطي له
اعطي له الاكل و الشرب
ولماذا تضربه يا هذا الرجل
اضربه يا هذا الطفل لانه لا يريد ان يحمل البضاعة
ولكن الناس يعطونه ما يريد
عندك حق ايها الطفل
وكتب تلميذ اخر
التقيت رجلا يضرب حمارا محملا وقال لي هذا الحمار مكلوخ
قلت له ايها الرجل لا تضرب الحمار انه شيء مخلوق
لا انه ليس الارنب
انه حمار يحرث الارض
ايها الشخص ما اسمك
اسمي علي و انت ما سام الحمار
اسم الحمار كاسل و انا اسمي عزيز
لا تضرب الحمار انه جميل
شكرا ايها الطفل انت الذي عفى على الحمار المحمل
والسلام - تعني في الامازيغية المهم او خلاصة الامر- لا تضرب الحمار الجميل
انا لا اضرب الحمار المحمل و لا شيء
وكتب اخر و اتنبأ له بمستقبل عظيم
أيها الرجل لا تضرب الحمار
لماذا يا طفل
انت تريد ان تحمل الاثقال و يضربك
لا اريد ان احمل الاثقال و يضربني
وهو لا يريد ان تضربه هكذا
شكرا لك ايها الطفل المجتهد
اذا كنت تضربه بالعصا يوميا وهو يحمل الاثقال ستعاقب عند ربي
لو كنت قارئا في المدرسة سأفهم لغة الحيوانات يا طفل المجتهد
انا قلت لك لا تعاقب الحمار وقل لهم للاخرين
شكرا لك ساقول لهم
وهكذا يا رجل
انت يا طفل قاريء وانا لا افهم الحمار و انت فهمته ايها الطفل المجتهد

هو نفس التلميذ الذي اجاب في امتحان في التاريخ ان العصر القديم بدأ سنة 1972 و تم فيه اكتشاف النار يليه العصر الوسيط الذي بدأ 1984 و تم فيه اكتشاف الناس ثم العصر الحديث عام 2008 الذي اكتشفت فيه الحيوانات ثم اخيرا الفترة المعاصرة التي بدأت 1895 و فيها اكتشفت السيارات.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?