الأحد، فبراير 03، 2008

 

يوميات فاشل غير نبيل (based on a true story)





*** يوم الخميس:
أدخلت بطاقتي البنكية في الجدار, فوجئت بأصفار ثلاث تتلو الرقم 15.. حمدت البنك ومجدت الوزيرة إذ ذكرتني بعد طول انتظار.. جذلان سرت إلى بيت أبي قرير العين.

*** يوم الجمعة:
تذكرت قرضا للبنك شربته ذات سكرة (سكرات الحياة أغلى من سكرات الموت) . . سددته، ثم وزعت ما تبقى من نقود، ظننتها في البداية لي، فإذا بأهلي يطلبون حصتهم من دمنا المشروك.. من عرقي .. ما أغلاه..

*** اليوم:
سمحت لنفسي بإهدائها كلام درويش كاملا بعد أن انطلى علي .. سرت في الشارع أحمله بفخر .. بلا ندم .. عيون المارة تُحدق بي .. تحدّق في .. أخالها كذلك! أعلم أن الماء قد خاصم رأسي مذ قصصت غطاها أياما خلت، أن نوع البنطلون لا يناسب السترة و أن لونه كان أسود، لم يعد يميز من فرط ما حكّته أيد كانت - لولاه - ناعمات .. أدري أيضا أن الجاكتة و النعل . . . . . . . . . . . . . .

أدخل بيت أبي ، كدرويش ذات أحد، لا حزينا و لا سعيدا .. أصعد الدرج لا حزينا ولا سعيدا .. أمي تعدو ( رغم الكبر .. و ألم الرُّكب) خلفي .. تناديني .. خبّرها الصغار، بسرعة البرق (*) احتراما لعاداتنا العريقة في الفضول ، أني اشتريت - على غير عادتي - أشياء من السوق ..
عرفت نهاية الفلم قبل بدايته..
" N3AM AYMI 7NA " أجبت ندائها الحنون .
" ? TIWID SOUL SBATT AYWI " سألت، فلم أجب .
تذكرت إذ ذاك حذائي المهترىء .. وا خيبتاااااه! تذكرت أن عائلتي صارت ترى فيه خطرا يهدد سمعتها.. يمس كرامتها.. كان الحذاء/الكارثة ملقى بقربي، تناولته بيدي .. قلّبته صامتا.. ما العيب فيه ؟ لم يُثقب بعد .. صحيح أنني لم أمسحه منذ اقتنيته لكنه يفي بالغرض/المشي !!
لحقتني الأم .. من يدي نزعت كيس البلاستيك (اللعنة على لغة تشحذ مفرداتها ! ) فتَحتْه .. فوجئت المسكينة.. أعادته إلي كأن به جيفة .. مرعوبة أمي : لم تنطق
.. ولاأنا جرُؤت .. هبطت تجُر أذيال الخيبة و الهزيمة.. أولم تنهزم في "ماطش" الحياة إذ ولدت وغدا مثلي ؟؟
وضعتُ درويش على الرّف قرب حيدر، و قلت له/لنفسي : " اُقتلني على مهل.. لا أستحق الحياة " ... من بيت أبي خرجت حزينا لا سعيدا.. أعرف أني خلقت عازفا على آلة جنون ..

*** غدا :
سأعود الفقير الذي كنت دوما . . سأرجو صاحب الدكان أن يقلب صفحة يعلوها إسمي في دفتره السري .. أرجوه أن يسجل، بخطه اللايكاد يرى، ما يلي : 1- قنينتا زيت ؛ 2- قالب سكر؛ 3- كيس دقيق. . . إلى آخره .
بيني وبيني أتسائل : " صحيح ماقمت به ؟؟ ".. تذكرت درويش، أجبت نفسي بلسانه : " لا تعتذر عما فعلت .. لا تعتذر عما فعلت.. ". منَ الله، الغائب دوما حين اختبار قدرته، أطلب حفنة صبر و عاما " بسيطا" ( ليس بي قدرة لاحتمال يوم زائد في الشهر.. لا ولا صاحب الحانوت) ..
ومضيت موقنا فداحة ما حل بي . .
(*) العامة في المغرب يقولون " التبركيك " - مع ثلاث نقط فوق الكاف - واللفظة مشتقة من فعل برقق يُبرقق أي نقل الخبر بسرعة البرق .


التوقيع: فيروزو أبو النحس

This page is powered by Blogger. Isn't yours?