الأحد، يوليوز 02، 2006
التفاعل الإثني في المدارس اليهودية بالدار البيضاء
العلاقة بين التلاميذ اليهود والمسلمين في المدارس اليهودية كانت موضوع دراسة الباحث أنيك ميلو من جامعة جنيف في سبتمبر 2001 .. وقد غطت الدراسة التي حملت عنوان >يهود ومسلمون في نفس فصول الدراسة، التلاقح الثقافي في المدارس اليهودية في الدار البيضاء< الفترة الممتدة من سبتمبر 1999 إلى سبتمبر 2000، قام خلالها الباحث باستجواب تلاميذ هذه المدارس من اليهود والمسلمين، وآباءهم وكذا الأساتذة، وتوصل إلى خلاصات تشير إلى أن الحواجز بين التلاميذ من الديانتين تبقى قائمة.
حسب معد الدراسة التي قام بتمويلها الصندوق الوطني السويسري للأبحاث العلمية، فإن موضوع البحث يظل صعبا، لأن الخطاب الرسمي يتحدث دائما عن التعايش بين التلاميذ المنتمين للديانتين، مؤكدا أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الخطابات، بل لا بد من الاعتماد على الملاحظة والمراقبة للأقسام التي يدرس فيها هؤلاء التلاميذ، خاصة الأقسام النهائية في ثانوية "مايمونيد". ويبدأ الباحث بإلقاء نظرة تاريخية على التطور الذي جعل اليهود يخلقون مؤسسات تعبر عن هويتهم، مؤكدا أنه منذ 1956 هاجر اليهود المغاربة بشكل مكثف إلى إسرائيل وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، واليوم فإن عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف ما زالوا يعيشون في بلدهم الأصلي، ومعظمهم ينتمون إلى النخبة المتوسطة، وهذه المجموعات اليهودية ما زالت تحافظ على علاقات وثيقة مع المهاجرين في الشتات، و>ضمن هذا الإطار تقدم المدارس اليهودية في الدارالبيضاء لتلاميذها تعليما فرنسيا، وتدريسا للمواد العبرية التي لا تميل إلى الاندماج في المجتمع المغربي، رغم أن بعض هذه المدارس تقبل في صفوفها تلاميذ مغاربة مسلمين< حسب الدراسة. الباحث استند في دراسته إلى مراقبة عميقة للأقسام المشتركة بين اليهود والمسلمين، وعلى إجراء حوارات مع الأساتذة والتلاميذ وآباء التلاميذ يهودا ومسلمين، وذلك بهدف اكتشاف الطريقة التي تعرف بها كل مجموعة وتتميز عن الأخرى. ويقول الكاتب إن العرق اليهودي يصعب تحديده، وهو يمكن أن يضم تنوعا كبيرا في المحتوى، ويقول إن >الجانب العرقي عند اليهود موجود ولكنه لا يعني أنه وحدة أساسية وثابتة، فهو يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة حسب السياقات، ومن خلال التفاعل مع المجموعات الأخرى<. وحسب الدراسة، فإن اليهود دائما يظهرون كمجموعة دينية، أكثر مما يظهرون كمجموعة إثنية، لكنها تشير إلى أن عددا من اليهود الملحدين يصرون مع ذلك على انتمائهم لليهودية، >لذلك يبدو من الصعب تعريف اليهود استنادا فقط إلى الجانب الديني<. وتعود الدراسة إلى السياق التاريخي وتؤكد أن اليهود بعد الثورة الفرنسية أصبحوا مواطنين فرنسيين، أي أن هويتهم الجماعية كيهود تمت إعادة تعريفها بالتركيز على الجانب الديني، أي أنهم >مواطنون فرنسيون بديانة يهودية< وهذا ما انطبق عليهم في أوربا كلها. لكن بعد صدور قانون فيشي، الذي نزع عن اليهود صفة المواطنة، بدأ اليهود تدريجيا في إنشاء مؤسسات من شأنها أن تعبر عنهم كمجموعة إثنية ضمن الدولة، ونفس هذا التطور في اتجاه خلق هوية إثنية في أوربا بدأ يظهر خارج أوربا، حيث لم يعد اليهود يتجمعون فقط حول المعابد، وإنما بدؤوا يؤسسون الجمعيات الثقافية والسياسية، والأندية الرياضية وذلك بهدف خلق نشاط >يهودي<. ويقول الكاتب إن >الاتجاه إلى عدم تحديد الهوية اليهودية استنادا إلى الدين جاء ضمن التوجهات العامة نحو فصل الدين عن الدولة في أوربا وأمريكا<.وفي المغرب، رغم أن اليهود المغاربة كانوا دائما خاضعين للتأثير الفرنسي، إلا أن البعد الديني بقي أساسيا. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن هناك العديد من مؤشرات الهوية التي تمكن التلاميذ والأساتذة من التعرف بسرعة على انتماء كل تلميذ في المدارس اليهودية، أولها الاسم: فالأسماء العبرية الفرنسية أو الأمريكية لا يحملها سوى اليهود. وهناك أيضا السحنة كعنصر مميز: فالتلاميذ اليهود لهم سحنة تميل إلى البياض أكثر من المسلمين، وإذا كان هناك يهودي له سحنة غامقة، فإنه يقال عنه إن له >هيئة مغربي< أي مسلم. الجانب العرقي يظهر أيضا من خلال التعريف بالهوية، فكل مجموعة تعرف نفسها وتعرف الآخرين، ففي إحدى أقسام CE2 اليهودية والتي تضم أطفالا عمرهم 8 سنوات، سأل الباحث التلاميذ عن جنسيتهم، فأجاب الأطفال اليهود أنهم >يهود مغاربة<، وأجاب المسلمون أنهم >مغاربة<. ويقول الكاتب إن هذه التعابير موجودة أيضا خارج المدرسة. ويضيف بأنه إذا كان الجانب الديني عنصرا أساسيا للتميز عن الآخرين، فإنه يمكن أن نتصور أنه في سياق آخر ضمن مجموعة يهودية فرنسية، أو إسرائيلية أو أمريكية، فإن اليهود المغاربة يمكنهم أن يحيلوا دائما على أنهم >مغاربة<. وبخصوص اليهود المتدينين، فإن ممارسة بعض الشعائر، واحترام التعاليم، يميزهم ليس فقط عن المسلمين ولكن حتى عن زملائهم اليهود غير المتدينين، والطفل الذي يُقَبل "الميزوزا" (لافتة مكتوب عليها بعض السور من الثوراة تعلق عادة أمام أبواب مساكن اليهود) قبل دخول القسم، أو الذي يضع "الكيباه" فإنه يتم التعرف عليه بسرعة بأنه يهودي. وحسب الدراسة، فإن >اللغة أيضا تشكل عاملا آخر للتمييز بين الجانبين< فالتعليم يتم أساسا باللغة الفرنسية، وهي اللغة الأم لأغلبية التلاميذ اليهود، والمغاربة في عمومهم معربون ويجدون صعوبة في التعامل مع اللغة الفرنسية وخاصة منهم التلاميذ الذين لم يبدؤوا الدراسة باللغة الفرنسية سوى في الثانوي. وتخلص الدراسة إلى أن اليهود يمارسون درجة كبيرة من التحكم في التفاعل الإثني في المؤسسات اليهودية في الدار البيضاء، وهو ما يختلف عن الأماكن العامة، إلا أنها تشير إلى أن وجود التلاميذ المسلمين في هذه المدارس كان له تأثير على البرامج، مثلا في التعليم الأولي حيث لا يحضر التلاميذ المسلمون لدروس الثوراة فإنهم يجدون أنفسهم في حالة فراغ إلى حين انتهاء زملائهم من حصتهم الدينية، وبسبب ذلك قررت المدرسة التقليل من ساعات تدريس المواد الدينية، كما أن احتكاك المسلمين باليهود في المدارس ساهم نوعا ما في علمنة التعليم في حين في مستوى أقسام الحضانة (المخصصة أساسا للتلاميذ اليهود) تمت إعادة تقييم تدريس الديانة اليهودية والعبرية
حسب معد الدراسة التي قام بتمويلها الصندوق الوطني السويسري للأبحاث العلمية، فإن موضوع البحث يظل صعبا، لأن الخطاب الرسمي يتحدث دائما عن التعايش بين التلاميذ المنتمين للديانتين، مؤكدا أنه لا يمكن الاعتماد فقط على الخطابات، بل لا بد من الاعتماد على الملاحظة والمراقبة للأقسام التي يدرس فيها هؤلاء التلاميذ، خاصة الأقسام النهائية في ثانوية "مايمونيد". ويبدأ الباحث بإلقاء نظرة تاريخية على التطور الذي جعل اليهود يخلقون مؤسسات تعبر عن هويتهم، مؤكدا أنه منذ 1956 هاجر اليهود المغاربة بشكل مكثف إلى إسرائيل وفرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية، واليوم فإن عددهم لا يتجاوز بضعة آلاف ما زالوا يعيشون في بلدهم الأصلي، ومعظمهم ينتمون إلى النخبة المتوسطة، وهذه المجموعات اليهودية ما زالت تحافظ على علاقات وثيقة مع المهاجرين في الشتات، و>ضمن هذا الإطار تقدم المدارس اليهودية في الدارالبيضاء لتلاميذها تعليما فرنسيا، وتدريسا للمواد العبرية التي لا تميل إلى الاندماج في المجتمع المغربي، رغم أن بعض هذه المدارس تقبل في صفوفها تلاميذ مغاربة مسلمين< حسب الدراسة. الباحث استند في دراسته إلى مراقبة عميقة للأقسام المشتركة بين اليهود والمسلمين، وعلى إجراء حوارات مع الأساتذة والتلاميذ وآباء التلاميذ يهودا ومسلمين، وذلك بهدف اكتشاف الطريقة التي تعرف بها كل مجموعة وتتميز عن الأخرى. ويقول الكاتب إن العرق اليهودي يصعب تحديده، وهو يمكن أن يضم تنوعا كبيرا في المحتوى، ويقول إن >الجانب العرقي عند اليهود موجود ولكنه لا يعني أنه وحدة أساسية وثابتة، فهو يمكن أن يتخذ أشكالا مختلفة حسب السياقات، ومن خلال التفاعل مع المجموعات الأخرى<. وحسب الدراسة، فإن اليهود دائما يظهرون كمجموعة دينية، أكثر مما يظهرون كمجموعة إثنية، لكنها تشير إلى أن عددا من اليهود الملحدين يصرون مع ذلك على انتمائهم لليهودية، >لذلك يبدو من الصعب تعريف اليهود استنادا فقط إلى الجانب الديني<. وتعود الدراسة إلى السياق التاريخي وتؤكد أن اليهود بعد الثورة الفرنسية أصبحوا مواطنين فرنسيين، أي أن هويتهم الجماعية كيهود تمت إعادة تعريفها بالتركيز على الجانب الديني، أي أنهم >مواطنون فرنسيون بديانة يهودية< وهذا ما انطبق عليهم في أوربا كلها. لكن بعد صدور قانون فيشي، الذي نزع عن اليهود صفة المواطنة، بدأ اليهود تدريجيا في إنشاء مؤسسات من شأنها أن تعبر عنهم كمجموعة إثنية ضمن الدولة، ونفس هذا التطور في اتجاه خلق هوية إثنية في أوربا بدأ يظهر خارج أوربا، حيث لم يعد اليهود يتجمعون فقط حول المعابد، وإنما بدؤوا يؤسسون الجمعيات الثقافية والسياسية، والأندية الرياضية وذلك بهدف خلق نشاط >يهودي<. ويقول الكاتب إن >الاتجاه إلى عدم تحديد الهوية اليهودية استنادا إلى الدين جاء ضمن التوجهات العامة نحو فصل الدين عن الدولة في أوربا وأمريكا<.وفي المغرب، رغم أن اليهود المغاربة كانوا دائما خاضعين للتأثير الفرنسي، إلا أن البعد الديني بقي أساسيا. وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن هناك العديد من مؤشرات الهوية التي تمكن التلاميذ والأساتذة من التعرف بسرعة على انتماء كل تلميذ في المدارس اليهودية، أولها الاسم: فالأسماء العبرية الفرنسية أو الأمريكية لا يحملها سوى اليهود. وهناك أيضا السحنة كعنصر مميز: فالتلاميذ اليهود لهم سحنة تميل إلى البياض أكثر من المسلمين، وإذا كان هناك يهودي له سحنة غامقة، فإنه يقال عنه إن له >هيئة مغربي< أي مسلم. الجانب العرقي يظهر أيضا من خلال التعريف بالهوية، فكل مجموعة تعرف نفسها وتعرف الآخرين، ففي إحدى أقسام CE2 اليهودية والتي تضم أطفالا عمرهم 8 سنوات، سأل الباحث التلاميذ عن جنسيتهم، فأجاب الأطفال اليهود أنهم >يهود مغاربة<، وأجاب المسلمون أنهم >مغاربة<. ويقول الكاتب إن هذه التعابير موجودة أيضا خارج المدرسة. ويضيف بأنه إذا كان الجانب الديني عنصرا أساسيا للتميز عن الآخرين، فإنه يمكن أن نتصور أنه في سياق آخر ضمن مجموعة يهودية فرنسية، أو إسرائيلية أو أمريكية، فإن اليهود المغاربة يمكنهم أن يحيلوا دائما على أنهم >مغاربة<. وبخصوص اليهود المتدينين، فإن ممارسة بعض الشعائر، واحترام التعاليم، يميزهم ليس فقط عن المسلمين ولكن حتى عن زملائهم اليهود غير المتدينين، والطفل الذي يُقَبل "الميزوزا" (لافتة مكتوب عليها بعض السور من الثوراة تعلق عادة أمام أبواب مساكن اليهود) قبل دخول القسم، أو الذي يضع "الكيباه" فإنه يتم التعرف عليه بسرعة بأنه يهودي. وحسب الدراسة، فإن >اللغة أيضا تشكل عاملا آخر للتمييز بين الجانبين< فالتعليم يتم أساسا باللغة الفرنسية، وهي اللغة الأم لأغلبية التلاميذ اليهود، والمغاربة في عمومهم معربون ويجدون صعوبة في التعامل مع اللغة الفرنسية وخاصة منهم التلاميذ الذين لم يبدؤوا الدراسة باللغة الفرنسية سوى في الثانوي. وتخلص الدراسة إلى أن اليهود يمارسون درجة كبيرة من التحكم في التفاعل الإثني في المؤسسات اليهودية في الدار البيضاء، وهو ما يختلف عن الأماكن العامة، إلا أنها تشير إلى أن وجود التلاميذ المسلمين في هذه المدارس كان له تأثير على البرامج، مثلا في التعليم الأولي حيث لا يحضر التلاميذ المسلمون لدروس الثوراة فإنهم يجدون أنفسهم في حالة فراغ إلى حين انتهاء زملائهم من حصتهم الدينية، وبسبب ذلك قررت المدرسة التقليل من ساعات تدريس المواد الدينية، كما أن احتكاك المسلمين باليهود في المدارس ساهم نوعا ما في علمنة التعليم في حين في مستوى أقسام الحضانة (المخصصة أساسا للتلاميذ اليهود) تمت إعادة تقييم تدريس الديانة اليهودية والعبرية
Comments:
<< Home
حرية التعبير مرتبطة ارتباطا وثيقا مع حرية الإعتقاد
المستهدف ليس النبي محمد ولكن دوي السحنة السمراء
كون على بال المشاكل بحال بحال
المستهدف ليس النبي محمد ولكن دوي السحنة السمراء
كون على بال المشاكل بحال بحال
Florida State scored cheap nfl jerseys a big victory over Miami on Saturday as it marked the seventh straight time the ‘Noles defeated the Hurricanes. More so, UM was a consensus NFL Jerseys top-10 team which bodes well for Florida State’s new rankings.
In the AP Poll, Florida State came in at No. 23 with Miami No. 10. Besides the No. 10 Nike Free Run team losing, No. 6 Houston, No. 9 Tennessee, No. wholesale nfl jerseys 15 Stanford, No. 16 Arkansas, No. 17 Nike Roshe Run UNC and No. 21 nfl jerseys store Colorado all lost. They should jump every single team on that list, with Nike Air Max 2015 Shoes the possible Nike Air Max 90 exception No. 6 Houston. Therefore, FSU should end up ranked somewhere in the No. 15 range.
إرسال تعليق
In the AP Poll, Florida State came in at No. 23 with Miami No. 10. Besides the No. 10 Nike Free Run team losing, No. 6 Houston, No. 9 Tennessee, No. wholesale nfl jerseys 15 Stanford, No. 16 Arkansas, No. 17 Nike Roshe Run UNC and No. 21 nfl jerseys store Colorado all lost. They should jump every single team on that list, with Nike Air Max 2015 Shoes the possible Nike Air Max 90 exception No. 6 Houston. Therefore, FSU should end up ranked somewhere in the No. 15 range.
<< Home