الجمعة، أبريل 28، 2006

 

من اجل فكر الحادي جذري و مكافح

من اجل فكر الحادي جذري ومكافح
هل لايزال الإلحاد يتماشى مع روح العصر؟
بالنسبة لملحد دوغمائي السؤال ليس له معنى حتى
وقد يرد بسؤال آخر و هل يصح التساؤل أن كانت الحقيقة تتماشى مع روح العصر
لكن بالنسبة لمتشكك مثلي ليس من البديهي في شيء التعامل مع الموضوع بمثل هذه الثقة الكبيرة
فرغم أكثر من ثلاثة قرون من الكفاح و النضال لازال الفكر الإلحادي منبوذا إلى يومنا هذا ومتنكر له كشخص مجذوم
رغم الإقرار بانتصاراته المذهلة : العلم الحديث/ علمانية الدولة/ التسامح الديني/ حقوق الإنسان /حرية التعبير و الرأي/ حرية المرأة...
فكل هذه المنجزات و المكاسب تم تحقيقها على حساب الديانات التي تم إجبارها على مسايرة هذه التغييرات الجذرية و التعايش معها
أن الدين باعتباره مجرد التزام وورع شخصيsimple piété intérieure ليس إلا آخر التجديدات التي تمت كرد فعل عكسي على المستجدات المذكورة
وبمواجهة هذه التراجعات المنافية لطبيعة الفكر الديني يبدو الإلحاد كأنه صرخة من زمن آخر
ويصور غالبا كأنه إيمان أو دين كغيره بل والأدهى من ذلك يتم تقديمه كأنه إيديولوجية دوغمائية متحجرة رافضة لكل تساؤل أو انه حركة لااخلاقية منحلة و متفسخة قائمة على التمركز المرضي على الذات
==
دعونا نحاول أن ننظر بشكل عميق إلى حقيقة الأمر
هناك فكرة بديهية تتلخص في انه إذا كانت هناك طرق متعددة لاستحداث الآلهة وتمجيدها/ أي الأديان/ هناك كذلك بالموازاة عدة سبل لإنكار وجودها /أي الفكر اللاديني/
فهناك مجرة كاملة من الأفكار المعارضة للأديان و الآلهة : الإلحاد و الغنوصية و اللااعتقاد واللامبالاة و الشك والعصيان .... كلها أفكار نافية وليست مؤكدة
وهذا يؤكد أننا لسنا بصدد فكر دوغمائي بل فكر نقدي مختلف بامتياز
وكل فكر نقدي فهو جمعي و متعدد الاتجاهات
أي انه لا يسلم من النقد حتى الإلحاد نفسه
هذا هو الإلحاد الذي أجد فيه ذاتي
==
أولا الإلحاد ليس إيمانا بل هو بالدرجة الأولى نفي لكل إيمان
الإلحاد هو إنكار لكل زعم بوجود اله
لكن هناك المزيد يمكن أن أضيف هو ريبة متجذرة وعامة ، ريبة من الدلائل المزعومة لوجود الله –التي تسلم بها الغنوصية أو الالوهية-
وشك في المعرفة –وبالتالي ضد الدوغمائية-
وأيضا شك في الأخلاق-أي لاتوجد أخلاق مطلقة-
و شك فكري-نقد الخلاص والجحيم والحكم المحايد أي الله-
و شك انطولوجي
وجود كائن لايستلزم أساسا روحيا
إذن فالفكر الإلحادي انطلاقا من اعتباره نفيا لايجعلنا دوغمائيين منغلقين بل هو على النقيض : باب مفتوح على كل الاجتهادات و واكتشافات اللامتناهية
هو شك راديكالي ومحرر
==
لكن وجب التأكيد على أن فكر الإلحاد ليس مجانيا بل هو مبرر بشكل عقلاني
نعم لاتوجد دلائل على عدم وجود الله –يجب الإيمان مسبقا للاعتراف بهكذا حجج-لكن توجد أسباب عديدة تجعلنا لا نستسيغ الحجج المضادة:
كمثال البرهنة ضد -غيبية l'argument anti-finaliste
كيف نبرر بمعرفتنا الناقصة للعالم والمحيط معرفة أسوأ لله
البرهنة الأخلاقية l'argument moral
هناك من الماسي والآلام في العالم قدر يتعذر معه الوثوق بفكرة وقوف اله رحيم قدير وراءها.
أن الإلحاد ليس معرفة واعتقادا دوغمائيا قائم على دلائل ثابتة بل هو في المقام الأول شك جذري عقلاني ونقدي
==
إن الإلحاد النقدي ليس مجرد لامبالاة وليس بالقدر نفسه معرفة راسخة جامدة انه مطالبة واعية
une revendication pleinement assumée
الإلحاد ليس معرفة جامدة نعم وإلا لماذا نجد أن الملحدين هم من اكبر الباحثين في الأديان وعلم الثيولوجيا
نعم هناك دوغمائين يصرحون بان الحقيقة ستنتصر في كل الأحوال حتى أن بقوا غير مبالين بالبحث
حسنا لا... الإلحاد ليس جامدا ولا حقيقة مؤكدة بل هو موقف نقدي مناضل و ليس أيضا برنامجا أو وعدا بتحقيق أفكار مثالية –كالخلاص والحياة الهنيئة-
الإلحاد هو معركة ضد الوهم وكوابيس الهذيان الديني
==
أن الإلحاد باعتباره لااعتقادا مبررا وضروريا هو معركة
و تشكيك نظري في الحقيقة المزعومة للأديان والله بحيث يفسح المجال لتحرر العقل
وهو رفض جازم لمشروعها الظلامي وخاصة توجهها لفرض منظومة أخلاقية وقمعها للحريات وتعميقها للاختلافات وتغذيتها للنزعات الطائفية وترويجها لأفكار الكراهية والتعصب
وبالتالي فالإلحاد هو معركة تحرير ضد الدوغمائية والاستبداد الديني اللذين لم تنجح في إخفاء معالمهما مواقف الدينيين المتراجعة إلى آخر المعاقل –اعتبار الدين التزاما شخصيا - ولا موجات التجهيل –خاصة في مجال العلوم –
فمن البديهي أن الديانات بقدر ما تعتقد جازمة امتلاكها للحقيقة المطلقة بقدر ما تجبر وتقمع حسب الهامش الذي تسمح به ظروف الحقبة الزمنية المعينة السياسية والاجتماعية وغيرها.
أن التاريخ الماضي والحاضر منه بين و يبين لنا نماذج لا حصر لها من التجاوزات البشعة المرتكبة باسم الدين و الله
إنها حقيقة تاريخية أن الديانات هي نفسها غير أخلاقية وليس أولئك الذين تصدوا بشجاعة لجرائمها
عندما يطل في وسائل الإعلام احد الدعاة-من أمثال القرضاوي وعمرو خالد أو احد الآباء المبشرين ويخطب على الملايين من المشاهدين أو المستمعين محرضين ضد الحرية الجنسية وضد الآخر المختلف الذي يجب إبادته فان شعورا بالاستحسان يسود جميع الأوساط أو في أحسن الأحوال تمر تصريحاتهم أو فتاويهم دون ضجيج أو اهتمام
وبالمقابل يتم استهجان وحتى سجن ومحاربة اللذين يقولون نفس الشيء ويطبقونه كالجماعات الدينية مثلا القاعدة /السلفيون الجهاديون/جيش الرب/الكتائب الفاشية ...
كأنه يوجد فرق بين المجموعتين
أن النصوص المسماة مقدسة مليئة بالإلزام والدعوات إلى قتل الآخر المختلف وتحرض على الحروب وتشرعنها ولا احد يكترث بنقدها...
بينما يتم قرع طبول الحرب و تنظيم الحملات والمناظرات وإطلاق الشعارات الحقوقية والوطنية حين يتم قتل مرتد في أفغانستان أو حين ترجم امرأة في إيران أوحين يغتال مثلي جنسي في أمريكا أوحين تنتشر حرب طائفية في مصر أو لبنان
لماذا الانتظار؟ لماذا محاربة مؤمن مخلص لتعاليم دينه وكتابه المقدس ويطبقها بدل محاربة هذه التعاليم والأفكار المحرضة نفسها؟
نعم لايجب أن ننسى إن الفكر الديني وضع أصبعه على عدة جراح وقدم أفكار أساسية لايجب التنكر لها-أي الأفكار- بمبرر وجود أوهام متحجرة أو التسبب بماسي حقيقية على مر التاريخ
لا يجب أن نرمي الرضيع مع ماء الحمام كما يقول الفرنسيون
هنا تتجلى البرهنة العقلانية المنطقية المتنورة للفكر الإلحادي
لكن في نفس الوقت يجب أن لا نتساهل مع واقع وحقيقة أن الديانات هي مصدر عذاب والآلام للإنسانية رغم الزعم والترديد الببغائي أنها رحمة وحب.
لقد بذرت آلهة الأديان بذور الحقد والكراهية و التفرقة في قلوب بني الإنسان
ويجب علينا أن نستشعر الواجب الملقى على عاتقنا لمحاربة هذا الوباء المنهك و غير المشرف للبشرية.
وان نستمر في معركتنا التحريرية العقلانية الضرورية للدفاع عن الفكر اللاديني عموما والإلحادي خصوصا ونقد الدين بلا هوادة.
ملحوظة
اقصد بمصطلح الدين أو الديانات في المقال أعلاه الديانات المسببة للحروب والماسي والتي تحرض على نفي الاخر المختلف :اليهودية المسيحية الإسلام والهندوسية.
الملثم/البربري

Comments:
Εхсellеnt post. Κеeρ
ρoѕtіng ѕuch κіnԁ of
infοrmаtіon on youг blоg.
Im rеally іmpгеssed by yοur ѕite.


Heу thегe, You've performed a fantastic job. I will definitely digg it and for my part suggest to my friends. I'm confіdеnt they'll be benefited from this web site.

Also visit my site; Bauchmuskelübungen
 
Hello! Dο yοu κnоω if they make any ρlugins tо assiѕt with SEO?
I'm trying to get my blog to rank for some targeted keywords but I'm not seeing verу good gаins.

ӏf yοu knοω of any please share.

Mаnу thаnks!

my web ѕite - chatroulette
 
It's really a great and useful piece of information. I am glad that you shared this helpful info with us. Please keep us up to date like this. Thank you for sharing.

My web site :: premature ejaculation remedies
 
Florida State scored cheap nfl jerseys a big victory over Miami on Saturday as it marked the seventh straight time the ‘Noles defeated the Hurricanes. More so, UM was a consensus NFL Jerseys top-10 team which bodes well for Florida State’s new rankings.

In the AP Poll, Florida State came in at No. 23 with Miami No. 10. Besides the No. 10 Nike Free Run team losing, No. 6 Houston, No. 9 Tennessee, No. wholesale nfl jerseys 15 Stanford, No. 16 Arkansas, No. 17 Nike Roshe Run UNC and No. 21 nfl jerseys store Colorado all lost. They should jump every single team on that list, with Nike Air Max 2015 Shoes the possible Nike Air Max 90 exception No. 6 Houston. Therefore, FSU should end up ranked somewhere in the No. 15 range.
 
إرسال تعليق



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?