الأحد، يناير 27، 2008

 

الحمار درسا

في مدارسنا يصنع المدرسون نسخا منهم
قبل أزيد من مائة عام لاحظ نيتشه رضي الله عنه و أرضاه في ألمانيا او بروسيا انذاك
نحن الان و في المملكة الشريفة نصنع نسخا منا و هي رديئة زيادة على ذلك
كنت أشرح درسا ما لا أتذكر محتواه و كان لازما ان أمهد للموضوع بأسئلة غبية طبقا لما جاءت به الوزارة من جديد اسمه التدريس بالكفايات و كان السؤال الغبي هذه المرة سؤال عن الحيوان الوفي للانسان و قبل ان اطرح السؤال رحت أحدق في وجوه التلاميذ المنهكة و رائحة زيت العود تفوح منهم ثم جالت في خاطري مجازر الانسان ضد الحيوانات و الطبيعة و ضد نفسه و كيف علاوة على ذلك يضفي ايحابية على كلمة مثل الانسانية التي تعني عنده الرحمة و المساعدة و غيرها و يصف اعداءه مثلا بالحيوانية و التوحش رغم ان الحيوانات الاشد شراسة تظهر رحمة منقطعة النظير لبعضها البعض في قواعد غريزية رائعة
ان الانسان هو الكائن الوحيد الذي لا تنطبق عليه صفاته
هذا ما جعل كاتبة امريكية تكتب انها تعيش في دولة يرسل فيها الرئيس الطيارين لقصف اطفال في بلد ما لكي يعيش الاطفال في عالم مسالم و هذا ما جعل النبي المغربي المعاصر أسليم يصرخ في كتابه يوميات شيزوفريني سأحمل معولا و أمتهن حرفة هدام اللغات. اللغة البشرية مريضة
كان المقصود بالسؤال هو دفع تلاميذ هذه القرية الامازيغية المتوارية وراء الجبال ان يجيبوا ان الكلب هو الحيوان الوفي للانسان
لا أدري أي انسان.فالكلاب تؤكل في الصين وتساء معاملتها في كل العالم و كنا صغارا نتمرن بتعذيبها بسادية
تذكرت أيضا ان الكلاب عند البعض تعني النذالة خاصة الذين يفضلون الذئاب التي ترتبط بالنبل و رفض التدجين و تذكرت قصة قصيرة لحنا مينة تعمق في هذا الموضوع
وتذكرت عندما قلت لكندية و هي تستنكر وجود كلاب متوحشة وسط مدينتي ان الكلاب عندنا حرة و في وضع أفضل من الكلاب عندهم
أجابني التلاميذ كلهم ان الحيوان الوفي للانسان هو الحمار
وتوقف الدرس
لا ادري بماذا سيفتي احد ببغاوات الوزارة في الموضوع الذين يؤلفون كتبا تافهة يرددون فيها كلمات مثل البيداغوجيا والعملية التعلمية التعليمية و غيرها
ولذلك و بعد ان تأملت كثيرا في علاقة الناس هنا بالحمير و اعتقدت ان الرابطة بينهم وثيقة من كل الجوانب و حتى الجنسية منها و انه من المستحيل اقناع التلاميذ بان الكلب أوفى
قلت لأكيف الدروس مع واقع التلاميذ لعل ذلك يجدي نفعا في تعلمهم اللغة العربية فكان درس الانشاء ان طلبت منهم ان يكتبوا حوارا دار بينهم و بين رجلا وجدوه يضرب حمارا محملا بالأثقال و ليحاولوا اقناعه بالعدول عن ذلك
فجاءت نصوص التلاميذ غاية في السريالية.يفكرون بالامازيغية و يترجمون افكارهم بيأس الى العربية الكلاسيكية التي لا تستطيع ان تشمل كل التعابير المتطورة للامازيغية و الدارجة
وذكرتني النصوص التي أضحكتني كثيرا بما كان يفعله جماعة السرياليين و قبلا حركة دادا لكتابة الشعر مثلا حيث يأتي أندري بروتون و يكتب كلمة ما و يكتب تزارا اخرى لا علاقة لها بالاولى ثم دور جاك بريفير و هكذا الى ان يحصلوا على قصيدة يمكن ان تقرأ من جميع الاتجاهات
كتب احد عباقرتي ما يلي
في يوم من الايام التقت رجلا يضرب حمارا فقلت له لا تضرب الحيوان انه يتألم فأجابني انه حمار كسول و غبي فقلت له ألم تقرأ الرفق بالحيوان ان الحيوانات تساعدنا البقر نأكل لحمه و الحمار يحمل الاثقال
فأجابني الرجل شكرا لن أضرب حمارا بلا فائدة ايها الطفل
وكتب اخر
قلت له لا يضرب الحمار يا رجل
لا انه لا يريد ان يحمل البضاعة
هل يأكل؟ ماذا تعطي له
اعطي له الاكل و الشرب
ولماذا تضربه يا هذا الرجل
اضربه يا هذا الطفل لانه لا يريد ان يحمل البضاعة
ولكن الناس يعطونه ما يريد
عندك حق ايها الطفل
وكتب تلميذ اخر
التقيت رجلا يضرب حمارا محملا وقال لي هذا الحمار مكلوخ
قلت له ايها الرجل لا تضرب الحمار انه شيء مخلوق
لا انه ليس الارنب
انه حمار يحرث الارض
ايها الشخص ما اسمك
اسمي علي و انت ما سام الحمار
اسم الحمار كاسل و انا اسمي عزيز
لا تضرب الحمار انه جميل
شكرا ايها الطفل انت الذي عفى على الحمار المحمل
والسلام - تعني في الامازيغية المهم او خلاصة الامر- لا تضرب الحمار الجميل
انا لا اضرب الحمار المحمل و لا شيء
وكتب اخر و اتنبأ له بمستقبل عظيم
أيها الرجل لا تضرب الحمار
لماذا يا طفل
انت تريد ان تحمل الاثقال و يضربك
لا اريد ان احمل الاثقال و يضربني
وهو لا يريد ان تضربه هكذا
شكرا لك ايها الطفل المجتهد
اذا كنت تضربه بالعصا يوميا وهو يحمل الاثقال ستعاقب عند ربي
لو كنت قارئا في المدرسة سأفهم لغة الحيوانات يا طفل المجتهد
انا قلت لك لا تعاقب الحمار وقل لهم للاخرين
شكرا لك ساقول لهم
وهكذا يا رجل
انت يا طفل قاريء وانا لا افهم الحمار و انت فهمته ايها الطفل المجتهد

هو نفس التلميذ الذي اجاب في امتحان في التاريخ ان العصر القديم بدأ سنة 1972 و تم فيه اكتشاف النار يليه العصر الوسيط الذي بدأ 1984 و تم فيه اكتشاف الناس ثم العصر الحديث عام 2008 الذي اكتشفت فيه الحيوانات ثم اخيرا الفترة المعاصرة التي بدأت 1895 و فيها اكتشفت السيارات.

Comments:
tu m'as fait rire ! merci
 
يا هذا المبهور بتهجّي كلام ممنوع من الصرف.. ما بين كلماتك أقرأ بهاءا خاصا لا يغنمه الا فاشل كبيـــــر مثلك..ماتكتبه لاسع ينبعث منه حزن ساخر.. فقط اترك اصابعك تكتب هكذا ارتعاشات و نحن سنعرف طريقنا الى جنونك..
maradak inghi awdi alhrdag kolo matarat ifolki ta tikrkasnek oula ntinti flojant .tanmirt
 
ههههه... أضم صوتي للمعلق السابق
زميلنا وحبيبنا زيفا
برافو عليكي
طوبى لك ما حييت ويوم تبعث _كذا_ ههه
دائم الألق
واصل
وسنواصل أكيد تقفي مزة كتابانك
مع المودة
 
هل يأكل هذا الحمار؟
فكرتني في تلميذ أراد أن يترجم " داتاويغ إخف" فقال لسائله
أش كادير ؟ رد عليه التلميذ: والو غير كانديو الراس!
زعما كاندور.
تحياتي
 
J'avais répondu à cette question "le chien", comme tout le monde d'ailleurs... C'est incroyable de voir comment la société réussit de faire de nous des humains industrialisés, conformes de pensée, de forme et de fond!

vive la différence!
 
foresight is the ultimate weapon of mass destruction we humans are smarter than any other animal and therefore we are making them all extinct they are not making us texting you cannot ask a dog to make an appointment with you in two weeks he will keep that okay these lions are not thinking about what they’re going to do next .

http://binaryoptionpay.com/
http://findbinaryoption.com/
http://findbestbinaryoption.com/
http://findtopbinaryoption.com/
http://binaryoptiontopbroker.com/
http://binaryoptionwork.com/
http://binaryoptionworkhelp.com/
http://binaryoptionworksupport.com/
http://listedbinaryoption.com/
http://reliablebinaryoption.com/

 

عندما تستعين بشركة متخصصة في عمل التنظيف الخاصة عندما تكون الشركة لها سمعة طيبة في مجال التنظيف ستحصل على منزل براق وأرضيات و حوائط نظيفة تماما مع الحفاظ على ألوانها من مواد التنظيف لنظافة شيئا ضروريا وخاصة عند تواجد اطفال صغار يخشي عليهم من الاتربة
شركة تنظيف واجهات بالرياض
شركة تنظيف فلل بالرياض
شركة تنظيف موكيت بالرياض

 
i found it so amazing Unicorn Blocker
 
إرسال تعليق



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?